السائق, المركبة , الطريق ,الطقس و لا غيرها سببٌ لحصد أرواح الأبرياء في شبكة طرقات بلادنا , مع إيماننا بأن لكل أجلٍ كتاب .
و لا يذيعُ المرء سراً إذا أعاد التذكير بدراسةٍ نشرتها صحيفة الرياض السعودية في عددها رقم ( 16207) تحت عنوان:
” طرق السعودية تصنف بين الأخطر على مستوى العالم ” .
و قد ركزت المتحدثة عن الدراسة على سلوك السائقين و وصفتهم بالطيش والتهور و أن هذا السلوك هو السبب الرئيسي في ازدياد نسب وفيات الطرق بمعدل( 10% ) عام ( 2012) و هو ما يعني (19.1 ) وفاة يومياً , و هو رقم مرعب جداً .
و نحن كسائقين و سالكين لهذه الطرق لا نستطيع إلا الإقرار و بكل أسف بسلوك الطيش و التهور لكثير من السائقين و في أحيان كثيرة يتم الضرب بكل قوانين و إرشادات المرور بل و كل الأخلاق والذوق من قبل الطائشين عرض الحائط لتكون النتيجة مأساويةً في أحيانٍ كثيرة .
بيد أنه لا ينبغي أيضاً إهمال عنصر الطريق أو إخراجه من المعادلة إذ تشتكي كثير من الطرق و خاصة طرق خطوط السفر الدولية وطرق الضواحي والطرق الزراعية من أبسط مبادئ السلامة المرورية .
و حين يتم ذكر سلامة الطريق فلا تفهم بعض الجهات المعنية بأمر الطرقات إلا زرع المطبات و لا شيء آخر غير المطب , الذي بات هو الآخر سبباً مضافاً لأسباب الحوادث و عقاباً جمعياً لكل مرتادي الطرقات.
في مدن الضواحي و الأطراف ثمة طرقات قديمة جدا و ضيقة جداً صممت قبل أربعين سنة و ربما أكثر متناسبةً مع عدد السكان في حينه .
أما اليوم حيث تمتلك كل أسرة ثلاث سيارات على الأقل فإنها باتت طرقاً تأكل اللحم البشري و تقتات على رائحة الدم بشكل يومي متكرر ما لم يتم توسعتها وتحسينها .
و في محافظة قوز الجعافرة بمنطقة جازان ثمة طريقان أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب يتنافسان في الأسوأ , الأسوأ من حيث ضيق الطريق , الأسوأ من حيث تصميم و كثرة العبارات , الأسوأ من حيث توسط و قرب أعمدة الكهرباء , الأسوأ من حيث الصيانة , و الأسوأ من حيث تهور السائقين ونزقهم.
و حالياً بينهما منافسةٌ في الأكثر , الأكثر حوادثاً , الأكثر حيوانات سائبة , الأكثر مطبات صناعية , الأكثر حفراً و تضرراً, و أخيراً الأكثر أكلاً للحم ضحاياها و شرباً لدماء عابريها.
إن الحل الجذري لطرق ساحل الجعافرة ليس بوضع المزيد من المطبات و لكن بتطبيق مبدأ السلامة المرورية للطرق و ذلك بتوسعتها و زيادة عرض الأكتاف فيها و وضع الأشارات الضوئية عند تقاطعتها الخطرة و أخيراً بتجديدها وصيانتها .
و يشهد الله إنه لا يكاد يمر شهر و ربما أسبوع إلا و نفقد عزيزاً أو يفجعنا خبر حادث , أو تنقطع عنا الكهرباء لأن عموداً أُصيب في حادث بسبب هذه الطرق الرديئة حيناً و بسبب الطيش والتهور حيناً.
فهل تلتفت الجهات المعنية ؛ وزارة الموصلات , و وزارة الشؤون البلدية , وإدارة المرور لطريقي قوز الجعافرة ..؟؟؟
التعليقات
اترك تعليقاً